بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أعلى الناس همة
فضيلة الشيخ / د.سيد حسين العفاني
أعلى الناس همـة في الجهـاد رسـولُنـا - صلى الله عليه وسلم -
د / سيد حسين العفاني
من كتاب صلاح الأمة في علو الأمة
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( ما من الناس من نفسٍ مسلمةٍ يقبضها ربنها، تُحبّ أن ترجع إليكم، وأن لها الدنيا وما فيها غير الشهداء، ولأن أُقتل في سبيل الله، أحبُّ إليّ من أن يكون لي أهْل الوًَبَر والمَدَر )[1].
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، وأقواهم قلبًا، وأثْبتهم جنانًا، وقد حضر المواقف الصعبة المشهورة، وفرّ الكُماةُ والأبطال عنه غير مرّةٍ، وهو ثابتٌ لا يبرح، ومُقْبل لا يُدبر، ولا يتزحزح.
وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهلُ المدينة ذات ليلةٍ، فانطلق ناس قِبل الصوت، فتلقّاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعًا وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرسٍ لأبي طلحة عُرْيٍ، وفي عنقه السيف، وهو يقول ( لا تُراعُوا ... لم تراعوا )[2].
وفي لفظٍ للبخاري، قال: فزع الناس، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسًا لأبي طلحة قطَفً[3]، ثم خرج يركُض وحده، فركب الناس يركضون خلفه، فقال: ( لم تُراعُوا، إنه لبحر ). قال: فما سُبق بعد ذلك اليوم.
وقال ابن عمر: ما رأيتُ أشجع ولا أنجد ولا أجود ولا أرضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي صحيح مسلم عن البراء: كنا والله إذا احمرَّ البأس نتَّقي به، وإن الشجاع منا الذي يُحاذي به؛ يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال عليٌّ: لقد رأيتني يوم بدرٍ ونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو أقربنا إلى العدو، وكان أشدّ الناس يومئذٍ بأسًا.
وفي الصحيحين عن البراء –وسأله رجل من قيس: أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حُنين؟- قال البراء، رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم لم يفرّ، وكانت هوازنُ يومئذٍ رُماةً، وإنّا لمّا حملنا عليهم انكفّوا، فأقبلنا على الغنائم، فاستقبلونا بالسِّهام، ولقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذٌ بلجامها، وهو يقول: ( أنا النبي لا كَذب، أنا ابن عبد المطلب ).
وروى مسلم عن العباس رضي الله عنه قال: ( فلما التقى المسلمون والكفار، ولّى المسلمون مُدبرين، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو الكفار، وأنا آخذٌ بلجامها أكُفُّها إرادةَ أن لا تسرع، وأبو سفيان آخذٌ بركابه، ثم نادى: يا للمسلمين ).
ولما رآه أُذّي بن خلف يوم أُحد وهو يقول: أين محمد؟ لا نجوتُ إن نجا. وقد كان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: عندي فرسٌ، أعلفها كلَّ يومٍ فرقًا من ذرةٍ، أقتلك عليها. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنا أقتلك إن شاء الله ). فلما رآه يوم أحد، شدّ أُبي على فرسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعترضه رجالٌ من المسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم هكذا؛ أي خلُّوا طريقه، وتناول الحربة من الحارث بن الصِّمَّة، فانتفض تطايروا عنه تطايُر الشعراء[4]. عن طهر البعير إذا انتفض، ثم استقبله النبي صلى الله عليه وسلمن وطعنه في عنقه طعنةً تَدَاْدَ[5] عنها عن فرسه مرارًا، وقيل: بل كسر ضلعًا من أضلاعه، فرجع إلى قريشٍ، يقول: قتلني محمد. وهم يقولون: لا بأس. فقال: لو كان ما بي بجميع الناس؛ لقتلهم، أليس قد قال: أنا أقتلك، والله لو بصق عليَّ لقتلني. فمات –لعنه الله- بسرف في قفولهم إلى مكة