مدريد (رويترز) - كان رونالدينيو ملكا متوجا على عرش كرة القدم دون منازع قبل موسمين وتمتع بمعاملة الابطال في برشلونة بعد ان قاد الفريق لاحراز لقب الدوري عامين متتاليين والفوز بدوري أبطال اوروبا.
وفي 18 شهرا عانى اللاعب البرازيلي من تراجع مستواه وأصبح غير مرغوب في وجوده بالنادي الكتالوني .
وحدث تغيير كبير لرونالدينيو الذي كان أحد أكثر لاعبي كرة القدم موهبة بعد هبوط حاد في مستواه وزيادة وزنه وبروز جيل جديد من اللاعبين الصاعدين الباحثين عن التألق مع برشلونة.
ووصف رونالدينيو بانه المنقذ بعد انتقاله من باريس سان جيرمان الفرنسي إلى برشلونة عام 2003 اثر خلافه الشهير مع المدرب لويس فرنانديز.
وانتقل صانع الألعاب البرازيلي لفريق كان يسعى للخروج من أزمة الابتعاد عن الألقاب لمدة أربع سنوات ويعاني من مشاكل ادارية وخلافات مستمرة مما جعل 30 ألف مشجع يقفون في استقباله في اليوم الأول لتقديمه لاعبا في نو كامب.
وكان رونالدينيو عند حسن ظن الجماهير وتحمل مسؤولية قيادة الفريق بنجاح بعدما منح دفعة معنوية قوية لباقي اللاعبين.
وتذوق برشلونة النكهة البرازيلية المميزة من تمريرات رائعة ومراوغات مجدية وتزامن ذلك مع ابتسامة رونالدينيو وأسلوب حياته البسيط وتعبيراته الطفولية وكان ذلك كافيا لبث الأمل في نفوس انصار برشلونة المحبطين لغياب البطولات.
ورغم البداية غير المستقرة لبرشلونة في اول موسم لرونالدينيو مع الفريق انتفض اللاعب البرازيلي وقاد الفريق لعدم تذوق طعم الهزيمة في 17 مباراة متتالية ليحتل الفريق الكتالوني في نهاية الموسم المركز الثاني وهو أفضل مركز للفريق في أربع سنوات.
ووضحت أهمية دور رونالدينيو بحصوله على جائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لأفضل لاعب في العام عام 2004 قبل أن يحتفظ اللاعب بعد 12 شهرا بالجائزة ذاتها.
وبعد بداية بطيئة في موسمه الثاني استعاد رونالدينيو مستواه بالاشتراك مع هداف الفريق صمويل ايتو وقاد الفريق للفوز بلقب الدوري للمرة الأولى في ست سنوات.
ونجح رونالدينيو في العام التالي في قيادة برشلونة للحفاظ على لقب الدوري والفوز بدوري أبطال اوروبا بالتغلب على ارسنال الانجليزي في مايو 2006 في باريس.
وخلال هذه الفترة قدم رونالدينيو أداء مبهرا وقاد برشلونة للفوز 3-0 على غريمه ريال مدريد في سانتياجو برنابو بتسجيل هدفين من مهارات فردية رائعة منحته تحية حارة للغاية من جماهير فريق العاصمة الاسبانية.
وأحرز رونالدينيو هدفا رائعا في تشيلسي في دور 16 لدوري أبطال اوروبا بعدما راوغ القائد جون تيري ووضع الكرة ببراعة في شباك الحارس بيتر شيك قبل أن يصنع هدف الفوز في الدور قبل النهائي أمام ميلان الايطالي.
لكن مشوار رونالدينيو تغير تماما منذ ذلك الحين.
لم يظهر اللاعب البرازيلي بمستواه في كأس العالم 2006 وبدا غير مؤثر في مشوار منتخب بلاده الذي توقف بالهزيمة أمام فرنسا في دور الثمانية.
وفي الموسم التالي قدم برشلونة لقب الدوري إلى ريال مدريد ورغم تسجيل رونالدينيو23 هدفا في كافة المسابقة تعرض لانتقادات لاذعة بسبب تراجع مستواه ولياقته البدنية.
وتعرض رونالدينيو لانتقادات أكبر بعد نشر صور له بعد احدى المباريات أظهرت دوره الواضح في شجار كبير.
وطلب رونالدينيو الحصول على راحة وعدم المشاركة في كوبا امريكا 2007 ليفقد فرصة الفوز باللقب مع منتخب بلاده ورغم ذلك فشل أيضا في استعاده مستواه.
وذكرت تقارير وجود خلافات بين رونالدينيو وزميله الكاميروني ايتو في الوقت الذي أصبح اللاعب البرازيلي غير مؤثر بظهور جيل جديد من اللاعبين الصغار على رأسهم الارجنتيني ليونيل ميسي ومعه الثنائي بويان كركيتش وجيوفاني دوس سانتوس.
وجلس رونالدينيو عدة مباريات على مقاعد البدلاء في الموسم الماضي بعد الفشل في اقناع المدرب فرانك ريكارد بالحصول على مكان في التشكيلة الأساسية.
وكرر برشلونة فعلته مع لاعبيه الأفذاذ مثل مارادونا وبيرند شوستر وروماريو ورونالدو وريفالدو عندما أنهى مشوار أحد أبرز نجومه بشكل غير سعيد.
انضم رونالدينيو إلى برشلونة وقاد الفريق للصعود لمنصات التتويج بعد غياب طويل وسيرحل عن نو كامب وهو عنصر غير مرغوب في وجوده. وستثبت الأيام القادمة ما إذا كان سحر اللاعب البرازيلي قد انتهى أم أنه فقط كان في حاجة لتحد جديد.